الأحد، 15 يناير 2017

وصف الذاكرة بإستقصاء الوضع

يقول «ريبو»الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض''دافع عن صحة هذه الأطروحة
الطريقة: استقصاء بالوضع
طرح المشكلة :
تتأثر أفعالنا تجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسباتتجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة،بل إن الإنسان يتميز بقدرته على اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضي معاوهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه ماض ، وإذا كان الاعتقاد لدى بعض المفكرين أن الذاكرة وظيفة نفسية .فان البعض الأخر يرى بأنها عضوية مرتبطة بالدماغ ،فإذا قيل (ا'' الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض) فكيف يمكننا أن ندافع عن صحة هذه الأطروحة ؟
عرض الأطروحة
منطقها :يرى أنصار هذه الأطروحة من أمثال الفرنسي« ريبو» أن الذاكرة وظيفة بيولوجية. المسلمات :
يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلايا الدماغ، وما يؤكد ذلك ملاحظات « ريبو»على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة الفتاة التي أصيبتبرصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشط الذي كانتتضعه في يدها اليسرى ،بعد تعصيب عينيها ،رغم إحساسها به .*1 فتأكد له أن
إتلاف بعضالخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة إلى فقدان جزئي أو كلي للذاكرةوجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي. قوامها الاحتفاظ والإعادة ،وهي مرتبطة بالشروط الأساسية للحياة ،وليست الذاكرة النفسانية إلا أعلى صور الذاكرة وأكثرها تركيبا ،ومن يقف عندها – كما يفعل أغلبية علماء النفس – حكم على نفسه مسبقا بالاهتمام بالمجردات . ومنه فان الذاكرة هي وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض. وقد ميز« ريبو» بين نوعين من الذاكرة .ذاكرة طويلة المدى وذاكرة قصيرة المدى والعلاقة بينهما هي علاقة تكامل وتبادل ،أي يمكن أن تُنقل الذكريات من الذاكرة الطويلة إلى القصيرة والعكس ولقدتأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية القائلة (بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم) وأن الذكريات تترك أثرا في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ،وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ,وهي تثبت بطريقة آلية.أي شبيهة بالعادة ، ولقد استطاع« ريبو» أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد أكثر من ستمائة مليون ( 600) خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التي تأتينا منالخارج مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب 'بروكا'من أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف منناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحيةالجدارية يولد العمى اللفظي وغيرها ويقول «ريبو» (إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجيةبالعرض(ومن خلال كتابه أمراض الذاكرة رأى( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي)
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية :
يرى علماء الوراثة من أمثال« مندل » و«مورغان» إن الذاكرة من الملكات الوراثية التي تُنقل من الآباء إلى الأبناء ، شأنها شأن الذكاء و تؤكد الدراسات العلمية الحديثة إن تناول بعض الفواكه أو الفيتامينات أو الأقراص يساهم في تقوية الذاكرة ، كما إن ممارسة الأنشطة الرياضية يساعد الذاكرة في النشاط .والواقع يثبت لنا أيضا ، أن قوة الذاكرة الإنسانية تتبع المراحل العمرية له .إذ أن الشاب له القدرة على التذكر أكثر من الصبي ،وكلما تقدم الإنسان في السن( بعد مرحلة الشباب ) كلما ضعفت ذاكرته ،وقديما قال ابن سينا عن الذاكرة :بأنها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ .ويقول الفيلسوف الفرنسي «تين »(المخ وعاء لحفظ الذكريات )
الرد على خصوم الأطروحة
منطقها:يرى أنصار هذه الأطروحة بزعامة الفرنسي «هنري برغسون» أن الذاكرة وظيفة نفسية بالماهية بيولوجية بالعرض .
المسلمات :
انطلق «برغسون »من نقد النظرية المادية ورأى أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم وهيتشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ وذاكرة نفسية محضة مستقلة عنالدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي الذاكرة الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتهالأنها غير مرتبطة بالجسم وهي ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روح ،يقول ((لو صح أن تكون الذكرى شيئا ما محتفظة في الدماغ ،لما أمكنني أن احتفظ لشيء من الأشياء بذكرى واحدة بل بألوف الذكريات .)) ويعرفلالاند الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية ويرى برغسون بان عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات والميول والدوافع فمقدرة الشاعر على حفظ الشعر اكبر من قدرة الرياضي.ومقدرة الرياضي في حفظ الأرقام والمسائل الرياضية اكبر من مقدرة الفيلسوف ...وهكذا,والفرد في حالة القلق والتعب يكون اقل قدرة على الحفظ ,وهذا بالإضافة إلى السمات الشخصية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على القدرة على التعلم والتذكر كعامل السن ومستوى الذكاء والخبرات السابقة...... ومنه وحسب برغسون أن وظيفة الدماغلا تتجاوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى أحوال نفسية محضة. ولهذا يقول برغسون (الذكريات تختزن في أعماق النفس)وتفسر هذه النظرية النسيان بانعدام الرغبة والاهتمام ،إذ أن الشخص عادة ينسى الأشياء التي لا يرغب فيها .
النقد
إن برغسون لا يقدم لنا أي حل للمشكل عندمااستبدل الآثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة فياللاشعور وهو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريق إثارتهاكمعطيات ماضية ، كما ان الفصل المطلق بين هو جسمي وما هو نفسي أمر غير ممكن واقعيا
حل المشكلة:
من خلال التحليل السابق نستنتج أن الذاكرة وظيفة مرتبطة بالدماغ ،والأطروحة القائلة (الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض') أطروحة صحيحة وصادقة يمكن الدفاع عنها وتبنّيها.

الجمعة، 13 يناير 2017

رسول الاخلاق

أحبكَ يا رسولَ اللهْ وليسَ الحبُّ تعبيراً عن التقوى أو الإيمانْ ..وليسَ لأنني المسلمْ وليسَ لأنني الولهان... وليسَ لأنني عبدٌ ومأمورٌ من الرحمنْ ...فحبكَ داخلي نوعٌ من الظمأِ، من الحرمانْ...أنا الماءُ على شفتي ودوماً في الهوى ظمآنْ .. أحبك يا رسولَ الله.. أحب محمدَ الإنسانْ.. أحبُّ محمدَ العدلَ طليقَ الوجهِ إذْ يعفو .. أحبُّ محمدَ الصادقْ إذا ماقال ْ أحبُّ محمدَ البارّ بكلِّ الناسِ يُعطيهم بغيرِ سؤالْ .. أحبُّ محمدَ الأخلاقْ ...أحبُّ محمدَ الإشفاقْ.. أحبُّ محمدَ الجارَ الذي يُكرِم... أحبُّ محمدَ الأبَّ الذي يحنو ...أحبُّ محمدَ الميثاقْ ....أحبُّ محمدَ الزوجَ الذي يَعدِلْ كما الميزانْ  إذا قَسَّمْ ...أحبُّ محمدَ الصدقَ إذا قالَ وإن أقسَم...
ْ
 اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

صلوا على كامل النور